كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



ثم ما هو الوحي؟ لقد سبق أن أوضحنا أن الوحي هو الإعلام بخفاء. وهناك إعلام واضح مثل قولك لابنك: يا بني اسمع كذا، وافعل كذا. هذا إعلام واضح. وهناك إعلام بخفاء، كأن يدخل عندك ضيف؛ ثم يسهو خادمك- مثلًا- عن تحيته، فتشير للخادم إشارة؛ تعني بها أن يُسرع بتقديم التحية للضيف؛ من مرطبات، أو حلوى، وهكذا تكون قد أعلمت خادمك بخفاء.
والحق سبحانه وتعالى يوحي إلى الجماد، فسبحانه يقول: {إِذَا زُلْزِلَتِ الأرض زِلْزَالَهَا وَأَخْرَجَتِ الأرض أَثْقَالَهَا وَقَالَ الإنسان مَا لَهَا يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا بِأَنَّ رَبَّكَ أوحى لَهَا} [الزلزلة: 1-5].
أي: أنه سبحانه وتعالى قد أعلمها إعلامًا خفيًّا؛ وهي قد فهمت بطريقة لا نعرفها.
وسبحانه يوحي للحيوانات، فهو القائل: {وأوحى رَبُّكَ إلى النحل...} [النحل: 68].
أي: أنها فهمت عن الله بما أودع فيها من الغرائز.
وسبحانه يوحي للملائكة وهو القائل: {إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الملائكة...} [الأنفال: 12].
ويوحي الحق سبحانه إلى غير الرسل؛ كما أوحى إلى أم موسى {وَأَوْحَيْنَا إلى أُمِّ موسى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي اليم...} [القصص: 7].
وأوحى سبحانه إلى الرسل جميعًا.
إذن: فسبحانه يوحي للجماد، ويوحي للحيوان، ويوحي للملائكة ويوحي للصالحين من غير الأنبياء، ويوحي للأنبياء وللرسل.
والوحي- كإعلام بخفاء- يقتضي مُعْلِمًا، وهو الحق سبحانه وتعالى، ومُعْلَمًا؛ وهو إما: الأرض، وإما النحل، وإما الملائكة، وإما إلى بعض الصالحين من غير الأنبياء، وإما إلى الرسل والأنبياء.
وقد يأتي الوحي من غير الله، فسبحانه يقول: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإنس والجن يُوحِي بَعْضُهُمْ إلى بَعْضٍ زُخْرُفَ القول غُرُورًا...} [الأنعام: 112].
إذن: فالشياطين يُعلمون بعضهم البعض إعلامًا خفيًا.
ويقول الحق: {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ...} [النساء: 163].
والموحى إليه هو محمد صلى الله عليه وسلم، وهو وحي خاص بالرسول، فلا تقل: أنا لم أسمع ماذا أوحى إلى محمد، ولا أعرف كيف نزل الوحي، فقد جاء جبريل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبلغه أن يعلن ما أوحي إليه، ولو كنت أنت قادرًا على سماع الوحي من جبريل، فما ضرورة إرسال الرسول إذن؟
إن الطاقة والقدرة العالية المرسلة إلى الموحى إليه تحتاج إلى قوة تحمل، وضربنا المثل من قبل بأن الإنسان حين ينقل طاقة من مصدر عال قوى إلى مصدر ضعيف فهو لا يُسرب الطاقة من القويّ إلى الضعيف دفعةً واحدة، وإلا لما تحمَّل الضعيف تلك الطاقة من القادمة إليه من القوى، ولذلك نحن نأتي بمحوِّل يتحمل طاقة قوى، ثم ينقل للضعيف ما يناسب قدرته، ومثال ذلك هو شراؤنا لمحول كهربي حين ننقل الكهرباء من مصدر طاقة عالي الجهد إلى مصدر آخر ضعيف قليل الجهد؛ مثل المصباح الصغير الذي تضيئه في المنزل ليلًا لينير بالقدر المناسب كيلا نرتطم بالأشياء، وهو ما نسميه بالعامية ونّاسة. إذن: فمهمة المحول أن يستقبل من مصدر الطاقة القوي؛ ليضيء لمصدر الطاقة الضعيف.
فإذا كان الله سبحانه وتعالى هو الذي يوحي للرسول، والرسول من البشر لا يمكنه التلقي المباشر عن الله؛ لذلك لابد من واسطة تبلغ في الارتقاء بما يمسح لها بالتلقي عن الله، وتستطيع أن تلتقي بالبشر؛ وهذه خاصية المَلَك.
ورغم أن أصاب الجهد والتعب سيدنا رسول صلى الله عليه وسلم في أول تلقيه للوحي، وكان صلى الله عليه وسلم يعرف حتى يتفصد العرق من جبينه، وإذا انصرف عنه الوحي قال: «زمّلوني.. زملوني» ويرتعد.
وكان الصحابة يقولون: كان إذا نزل الوحي على رسول على رسول الله، وهو قاعد؛ وقد تكون ركبته على فخذ أحد الصحابة، فيجد الصحابي ثقلًا على رجله من شدة وطأة ركبة الرسول صلى الله عليه وسلم، وإذا نزل الوحي، والرسول يركب مطيه فهي تئط منه.
إذن: كان الوحي يُتعب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعد أن يُسرِّي عنه التعب؛ تبقى له حلاوة ما أوحي إليه؛ فيتشوّق ثانية للوحي.
وقد شاء الحق أن يشوّق النبي صلى الله عليه وسلك، للوحي ففتر الوحي لمدة من الزمن. وحين اشتاق النبي للوحي؛ كان ذلك يعني أنه قد شحن نفسه بطاقة متقبلة لاستقبال هذا الوحي؛ بما فيه من تعب.
ولله المثل الأعلى دائمًا، قسْ أنت الجهد المبذول في رحلة إلى من تحب، أثناء المطر، والأرض موحلة ومليئة بالشوك، ورغم ذلك أنت تقطع الرحلة دون أن تلتفت لما فيها من إرهاق وتعب.
وشاء سبحانه أن يرغِّب رسوله شوقًا إلى الوحي، رغم ما فيه من جهد؛ لأن التقاء مَلَك ببشر، وهذا اللقاء يكون على صورتين: إما أن ينقلب الملَك إلى مرتبة بشرية؛ وهذه الصورة ليس فيها إجهاد على رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأن عملية التحويل جاءت في الأعلى بينما يظل رسول الله صلى الله عليه وسلم كما هو، مثلًا دخل جبريل على رسول الله، وكان معه بعض من الصحابة، وسأل النبي صلى الله عليه وسلم: ما الإيمان؟ وما الإسلام؟ وما الإحسان؟ ثم اختفى السائل، فسأل الصحابة رسول الله عن هذا السائل؛ فقال: «هذا جبريل جاءكم يُعلِّمكم أمور دينكم».
هذه هي الصورة الأولى في الوحي، والتحول فيها كان من جهة الإرسال فلا مشقة فيها على النبي صلى الله عليه وسلم.
أما الصورة الثانية، فقد كان فيها مشقة على رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأن الملك يظل على طبيعته، والتحول إنما يحدث لمحمد صلى الله عليه وسلم، وكان التحول يقتضي عملية كيمياوية تصيبه بالجهد؛ فيقول بعد أن يُسرى عنه: «زمّلوني».
وشاء الحق أن يتلطف برسوله، ففتر الوحي فترة من الزمن. وقال الكافرون من العرب: إن رب محمد قد قلاه وهذا غباء منهم؛ لأنهم اعترفوا أن لمحمد ربّا. وما داموا قد اعترفوا، فعدم إيمانهم صلف وغباء، وارادوا بذلك أن ينسبوا النقص لمحمد صلى الله عليه وسلم، فقالوا: إن الله قد قلى محمدًا.
وقد شاء الحق أن ينقطع الوحي عن محمد صلى الله عليه وسلم هذه المدة؛ ليكشفهم أمام أنفسهم وأمام غيرهم، لتنكشف نواياهم، وتثبت قلّة بصيرتهم، وافتقادهم للمنطق السليم، فهم حين اعترفوا أن لمحمد ربَّا، كان عليهم أن يحتكموا إلى عقولهم؛ ليعرفوا أنهم قد أقروا بالألوهية، لكنهم أرادوا بهذا الاعتراف أن ينسبوا النقص لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولو قاضيناهم إلى عقولهم، وإلى الكون الذي عاشوا فيه، وإلى الظواهر المادية المحسوسة لهم، لعرفوا أن الأحداث لابد لها من زمان ومكان؛ لأن كل حديث يتطلب زمانًا ومكانًا، وإذا لم يوجد حدث؛ لا يوجد زمان أو مكان.
ولذلك أقول دائمًا لمن يسأل: أين كان الله؟ أقول له: أنت جئت بالأينية من الزمان، والمكانية من المكان، وهذا لا يتأتى إلا بوجود حدث. وما دام الله غير حدث، فلا زمان يحدده، ولا مكان يُجيّزه؛ لأن الزمان كان به، والمكان كان فيه. والأحداث هي عند البشر، فهم من يستقون في المكان، ويتوالى عليهم الزمان.
والزمان الذي يحدث فيه أي حدث اسمه ظرف زمان، والمكان الذي يحدث فيه الحدث اسمه ظرف مكان؛ وظرف المكان ظرف قارّ ثابت، بينما ظرف الزمان غير قارٍ، بل هو حال، وبعد قليل يصبح الحال زمنًا ماضيًا؛ ويأتي المستقبل ليكون حاضرًا، ثم يصبح ماضيًا.
وهكذا نعلم أن زمنًا يحدث فيه التناوب بين المستقبل والحال والماضي، والليل والنهار هما أوضح صور ظرف الزمان وفيهما اختلاف، فالليل يأتي والنهار خلفه؛ لأن النهار جعله الله ضياء؛ للحركة والكدح والعمل، وجعل سبحانه الليل ظلامًا؛ للسكون والراحة، فإن لم ترتحْ بالليل؛ لا تقوى علة العمل في الصباح، وهكذا يكون الليل مكملًا للنهار لا مناقضًا له.
وكذلك شاء الحق أن يكون الوحي بهذا الشكل، فحين جاء الوحي لأول مرة أجهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم فتر الوحي ليستريح صلى الله عليه وسلم؛ وتتجدد قدرته على استقبال الوحي من بعد ذلك.
وحين قال الكافرون: إن ربَّ محمد قد قلاه، ردّ عليهم الحق سبحانه وتعالى: {والضحى والليل إِذَا سجى مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قلى} والضحى ضحوة النهار وهي- كما قلنا- للعمل والحركة، فإذا جاء الليل فهو يبدو وكأنه ضد النهار، لكنه غير ذلك، بل هو مكمل له ويساعده.
إذن: ففتور الوحي لمدة من الزمن كان لمساعدة رسول الله صلى الله عليه وسلم لتجديد الحيوية. وقد أقسم الحق سبحانه بالضحى والليل، وهو قسم بالظاهرة الكونية المشاهدة والتي يعترف بها كل إنسان، مؤمنهم، وكافرهم!
أقسم الحق بالضحى أنه ما قلى رسوله، بل شاء بفتور الوحي أن يعطيه طاقة تزيد من حركته، وتزيد من جهده ليشتاق صلى الله عليه وسلم لأمر الوحي. وبذلك أعانه الحق على مهمته، وفي هذا أبلغ ردٍّ على من قالوا: إن رب محمد قد قلاه، وإثبات أن الحق قد شاء لفترة فتور الوحي أن تكون كالليل سكونًا، ليهدأ صلى الله عليه وسلم بعد الضحى المجهد الذي استقبل به الوحي.
وبعد أن تتجدد حيويته صلى الله عليه وسلم يأتي الوحي من جديد؛ لذلك قال الحق: {وَلَلآخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ الأولى وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فترضى} [الضحى: 4-5].
وبعد هذه السورة يقول الحق سبحانه في سورة الشرح: {والضحى والليل إِذَا سجى مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قلى وَلَلآخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ الأولى} [الشرح: 1-4].
وهكذا بيَّن لنا الحق أن مسألة فتور الوحي وعودته هي عملية متكاملة، لكن الأغبياء فقط هم من يظنون أنها نتناقضة ويقولون: (ظلمة- وضوء)، و(ليلٌ- ونهارٌ) والحق أنها متكاملة.
ومثل هذا الأمر تجده أيضًا فيمن يحاولون خَلْق عداوة بين الرجل والمرأة، ولم يتفهَّموا أن الذكر متمّم للأنثى، وأن الأنثى متمّمة للذكر.
وهنا يقول الحق {أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا أَنْ أَوْحَيْنَا إلى رَجُلٍ مِّنْهُمْ أَنْ أَنذِرِ الناس وَبَشِّرِ الذين آمنوا...} [يونس: 2].
والإنذار- كما نعلم- هو الإخبار بشيء يمكن أن تتلافاه.
أما البشارة فهي الإخبار بخير يحثُّك من يبشرك على أن تقتنيه. وأنت تنذر من يهمل في دراسته بأنه قد يرسب، وأنت حين تنذره إنما تطالبه بأن يجتهد، وفي المقابل فأنت تبشر المجتهد بالنجاح وبالمستقبل الطيب.
إذن: فالإنذار يعني أن تحث الإنسان على ألا يقبل أو يُقْدِمَ على ما يضره. والتبشير يعني أن تحث الإنسان على أن يجتهد؛ لينال ما يحبه. والأمور في الأحداث كلها تدور بين سَلْب وإيجاب.
ولسائل أن يقول: ولماذا جاء سبحانه بالإنذار قبل البشارة؟
فنقول: إن كلمة الإنذار كلمة عامة لكل الناس، حتى يتجنبوا ما يقودهم إلى النار، لكن البشارة تكون لمن آمن فقط. أو أن الإنذار والبشارة للمؤمنين، ولكن شاء الحق أن يجعل المؤمنين في صف البشارة دائمًا، وأن يكون الإنذار لونًا من ضرورة التخلية من العيوب، قبل التحلية بالكمال.
فأنت تدفع عن نفسك الأمر الذي يأتي بالضُرّ أولًا، ثم تتجه إلى ما يجلب النفع من بعد ذلك؛ لأن دَرْء المفسدة مُقدّم على جلب المصلحة.
ونجد الحق سبحانه يحدد الإنذار بأنه للناس، والناس: هم الجنس المنحدر من آدم إلى أن تقوم الساعة. وقد وقف بعض المستشرقين عند كلمة الناس، وأرادوا أن يدخلونا من خلالها إلى متاهات التشكيك في القرآن، وقالوا: إن القرآن فيه تكرار لا لزوم له.
وأهم سورة أخذها هؤلاء المستشرقون هي سورة الناس حيث يقول الحق: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الناس مَلِكِ الناس إله الناس مِن شَرِّ الوسواس الخناس الذي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ الناس مِنَ الجنة والناس} [الناس: 1-6].
وهذا الجمع من المستشرقين فهموا أن المعنى لكلمة الناس في كل آية من آيات هذه السورة هو معنى واحد. ولأنهم لم يتمتعوا بملكة اللغة؛ لم يلتفتوا إلى أن معنى كلمة الناس في كل موقع هو معنى مختلف وضروري؛ لأن الحق سبحانه أراد بكل كلمة في القرآن أن تكون جائبة لمعناها، وأن يكون كل معنى جاذبًا للكلمة المناسبة له.
والمثال أيضًا في كلمة الناس؛ هو قول الحق سبحانه: {أَمْ يَحْسُدُونَ الناس على مَا آتَاهُمُ الله مِن فَضْلِهِ...} [النساء: 54].
فهل كل الناس تتلقى الحسد؟ لو كان الأمر كذلك فمن الحاسد؟ إذن: فقول الحق: {أَمْ يَحْسُدُونَ الناس...} [النساء: 54].
إنما يعني أن هناك أناسًا حاسدين، وآخرين محسودين، ولا تكون كلمة الناس عامة شاملة لكل الأفراد إلا في حالة الحكم العام.
والمثال هو قول الحق: {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ...} [آل عمران: 96].
وهذا القول الحق يحل لنا إشكالًا عامًا، فالبيت الحرام موضوع لكل الناس، من لَدُن آدم، وآدم أبو الناس.
ولابد- إذن- أن يكون البيت موضوعًا قبل أن يكون آدم، وأن الذي وضعه هو من غير الناس، فالذي وضعه هو بأمر من الحق سبحانه، فلا يقولن أحد: إن إبراهيم عليه السلام هو الذي وضع البيت الحرام؛ لأن مهمة إبراهيم عليه السلام كانت هي رفع القواعد من البيت؛ لأننا لو قلنا: إن إبراهيم عليه السلام هو الذي بنى البيت؛ فكيف ينسجم هذا مع قول الحق: {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ القواعد مِنَ البيت وَإِسْمَاعِيلُ...} [البقرة: 127].
وهو قول نفهم منه أن إسماعيل كان شريكًا لوالده في الرفع والبناء، ولابد أن يكون قد امتلك درجة من القوة تجعله قادرًا على مساعدة الأب في العمل.
وهذا القول أيضًا نفهم منه أن عملية رفع القواعد من البيت لم تتم وقت أن كان إسماعيل رضيعًا؛ لأن الحق سبحانه قال على لسان إبراهيم عليه السلام: {رَّبَّنَا إني أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ المحرم...} [إبراهيم: 37].